5 استراتيجيات للنجاح في العمل الحر

إن بحثت في محيطك الاجتماعي عن طبيعة الأعمال التي يمارسها الأفراد، سوف تجد أنَّ أكثر مَن حولك قد بدؤوا بالفعل بالتوجه نحو العمل الحر، فإذا كنت من الأفراد الذين يعتقدون ويؤمنون بامتلاكهم ملكات وطاقات كامنة، ويجب استغلالها وتوظيفها في مجال ترغب في العمل فيه أو تتوقع لنفسك النجاح فيها، لا تتوانَ عن المضي في طريقك واعمل على التخطيط لذلك وحدِّد ما تريد؛ ومن ثَمَّ فكِّر جيداً بكل خطوة لتنتقل إلى دائرة الناجحين بعملك.



في هذا المقال سنقدم لك بعض الاستراتيجيات التي سوف تساعدك على وضع حجر الأساس في طريق السعي إلى طموحك وحلمك وامتلاك عملك الخاص.

أولاً: مفهوم العمل الحر

يُقصد بالعمل الحر قيام الشخص بتقديم مجموعة من الخدمات ضمن مجالات محددة يبدع بها أو يملك خبرات ومهارات خاصة فيها، ويختار توظيفها ضمن ما يسمى العمل الحر، فيقدم هذه المهارات تقديماً مستقلاً دون قيود مع ضمان جودة ونوعية لما يقدم، فهنا لا يحتاج صاحب العمل الحر إلى أن يكون ضمن إطار وظيفي أو مؤسساتي أو أن يخضع إلى قوانين صارمة لا يستطيع العمل إلا بموجبها. 

لم يكن ظهور مصطلح "العمل الحر" حديث الولادة، فقد بدأ في القرن التاسع عشر واستمر بالتطور ليشمل العمل الحر مجالات الحياة كلها، وفي المدة الأخيرة انتشر انتشاراً كبيراً عبر مواقع الإنترنت المختلفة. 

العمل الحر مستقل تماماً من حيث المكان والوقت وانتقاء العمل، فأنت غير مرتبط إلا بقدراتك وإمكاناتك ونشاطك الخاص، أنت سيد العمل ومديره، المسؤول الأول عما ترغب في تقديمه، سواء على أرض الواقع أم عبر الإنترنت، وتوجد أمثلة كثيرة في حياتنا عن العمل الحر، فيوجد من يملك متجره الخاص أو مزرعته الكبيرة، مترجم مبدع للغات عدة، أو مهندس يستثمر على حسابه الخاص، أو صاحب ورشة نجارة أو حدادة، أو مسوق إلكتروني وغيرها أمثلة عديدة انتشرت في مجتمعنا، فهؤلاء أشخاص غير محبين للروتين المؤسساتي أو قياديين لا يحبون إلا العمل الحر ولا يجدون للرواتب التي سيحصلون عليها إلا فتات؛ إذ يسعى هؤلاء إلى إثبات هويتهم بعيداً عن التقيد أو التبعية، فكل منهم مؤمن بما لديه من هبات الله وعليه أن يسعى إلى جعلها مؤسسة خاصة به توفر كل ما يريد ودون أدنى شك سيبدع بما اختار دون نمطية. 

شاهد بالفيديو: العمل الحر، كيف أنجح في بناء عمل خاص بي؟

ثانياً: 5 استراتيجيات للبدء بعملك الحر دون قلق:

1. استراتيجية المال:

على مَن يرغب في الحصول على عمل حر أن يحدد مشروعه والعمل الذي سيقوم به، فيقدر القيمة المالية التي سيحتاج إليها للبدء بذلك وهو ما يسمى (رأس المال) فأي عمل بحاجة إلى أولويات، على سبيل المثال الدعاية، أو ربما كروت تعريفية ومواقع إلكترونية تساعد على الترويج لهذا العمل، وربما تحتاج إلى مكان خاص للعمل، فكل تلك الأولويات بحاجة إلى رأس مال وحكمة لتقدير المطلوب منه.

إقرأ أيضاً:  طرق لتمكين أصحاب العمل الحر من إدارة وقتهم وأعمالهم لرفع مستوى عملهم

تعمل هذه الاستراتيجية على فرضية عدم وجود مال فهنا يجب على صاحب الفكرة أن يبحث عن مصادر متعددة لجمع المال وادخاره رأس المال للبدء بمشروعه الخاص عن طريق حساب في أحد البنوك بعيداً عن متناول يديه؛ فالمال عرضة للصرف المباشر في حال كان أمام العين، مع تأكيد إبقاء ما يكفي في حوزته للقيام بنشاطات ترفيهية ضمن المستطاع؛ إذ إنَّ هذه النشاطات تحفِّز على مواصلة العمل والحصول على المال وزيادته.

في الوقت الحالي الطريق الأقرب لك حالياً لادخار المال والبدء بتنفيذ مشروعك الحر هو العمل من منزلك عبر شبكات الإنترنت، فتوجد أعمال كثيرة ونشاطات على مواقع التواصل تستطيع من خلالها الحصول على المال، وتعطيك خبرة قد تدعم ما أنت قادم عليه في القريب العاجل، فأنت لست بعيداً عن العمل الحر؛ وإنَّما هو بداية للمضي نحو حلمك وطموحك "ادخر المال وأملأ السلة". 

2. استراتيجية اختيار العمل المناسب لك:

عندما تبحث عن عمل حر يجب التركيز فيما تريده بالفعل، ذلك عامل هام جداً في اختيار ما يناسب مهاراتك أو ما تتقنه أمر لا بُدَّ منه للنجاح، فأنت بحاجة إلى أن تعرف من أين تبدأ واختيار العمل الحر المناسب لأهدافك المهنية والشخصية، والتأكيد على اختياره؛ إذ يكون مناسب لوقتك، بجداول زمنية مرنة والتأكد من وجود استقلالية كاملة في إدارة عملك، فتوجد مجالات متعددة يمكن أن تقدم خدماتك بصفتك مستقبلاً وخاصة عبر الإنترنت، فمن مجال الترجمة إلى مجال التصميم أو حتى التسويق عبر الإنترنت وغيرها كثير.

بعد أن تختار ما هو المناسب أطلق البداية، ولا تنس اختر ما يناسب موهبتك أو ما تملك عنه خبرة سابقة، ولا تقف عند حدود ما تعرف؛ بل تابع دائماً تطوير نفسك من خلال اتباع دورات تدريبية، وركِّز تركيزاً عميقاً في البداية لتصل إلى مرحلة تؤهلك في العمل بشكل أعم وأوسع. 

3. استراتيجية البحث عن شركاء ليقدموا الدعم لك: 

عند الانطلاق أو البدء بأي عمل يحتاج كل شخص منا إلى مجموعة أو شخص داعم له، ومشجع دؤوب، مقتنع بأنَّه صديق لشخص ناجح سيفعل كل ما بوسعه ليحقق مراده؛ فالدعم النفسي عند البدء بالعمل الحر أو غيره من أهم العوامل، فهو يقضي على القلق والخوف المصحوب بأي بداية، فنحن بحاجة إلى شخص يخبرنا بأنَّنا نستطيع المضي قُدماً وليس إلى شخص سلبي يردعنا دائماً عن تحقيق أهدافنا؛ لذا احرص على انتقاء ذلك الشخص الإيجابي المؤمن بك، المدرك لموهبتك ومهاراتك، والأهم من كل ذلك أن يكون فرحاً بما ستحققه، وليس من ذوي الحسد.

إنَّ البحث عن شركاء إيجابيين وأصدقاء حقيقيين يدعمونك لمواجهة التحديات والصعوبات التي ستواجهك في عملك الحر الجديد أمر هام جداً؛ لذا احرص عند وضع استراتيجيات لعملك الحر أن تكون هذه النقطة من ضمن أولوياتك.

إقرأ أيضاً: 7 نصائح مهمة تساعدك على تحقيق أهدافك وطموحاتك

4. إنشاء علاقات مع أصحاب العمل المشابه لكسب الخبرة:

من الصعب في البداية أن تكون مُلماً بكل جوانب العمل الحر الذي اخترته؛ لذلك يجب اللجوء إلى تكوين علاقات مع أصحاب العمل نفسه الذي اخترته، بهدف الاستفادة من خبراتهم والتعلم من تجاربهم ونصائحهم لك، ويكون ذلك بعقد اللقاءات لتبادل الخبرات التي من خلالها سوف تكون قادراً على تحديد ما تريد وما لا تريد، وما هي المعوقات التي قد تعترض طريقك، وبالتدقيق على هذه النقطة ستكون صورة العمل أوضح أمامك، وستنجح باختيار الأفضل والتحضير لكل مشكلة قد تواجه عملك.

إقرأ أيضاً: تأثير العلاقات الاجتماعية على إيجاد فرص العمل

5. إنشاء حساب شخصي احترافي على الإنترنت والعمل على جعله في الصدارة في أثناء عمليات البحث:

من البدايات التي تحظى بالنجاح عند اختيارك للعمل الحر أن تصنع لنفسك حساباً قوياً، وتعمل عليه بطريقة احترافية، وتجتهد اجتهاداً مستمراً لتجعله في قائمة نتائج البحث، فلا تستخدم الجمل التقليدية في أثناء عرض محتواك أو عناوين غير هامة، وادعم حسابك بنماذج من أعمالك لا تعتمد على الأسماء المستعارة؛ بل اعرض اسمك الحقيقي، فما من شأنه تأكيد مصداقيتك؛ ومن ثَمَّ كسب ثقة العملاء بأنَّ ما تقدمه حقيقي، وليس فقط محض خيال كذلك ضع صورة هامة للعمل الذي تقوم به، هذه التفاصيل الصغيرة هامة جداً عند انطلاقك نحو عملك الحر المستقل، وسيتيح لك فرصة لجمع العملاء؛ ومن ثَمَّ تصدُّر ملفك نتائج البحث، مشوار الألف ميل يبدأ بخطوة ركِّز في اختيار خطواتك. 

ثالثاً: مزايا العمل الحر: 

  • الاستقلالية في عملك: العمل الحر يتيح لك القدرة على العمل وحدك وبالوقت الذي تجده مناسباً لقدراتك وأدواتك الخاصة.
  •  المرونة: أنت تملك الحرية المطلقة لاختيار عملك وعملائك والوقت المناسب والجهد المبذول، تذكَّر أنَّك سيد العمل والمسؤول الوحيد عنه.
  •  القدرة على تطوير العمل: تستطيع من خلال نطاق عملك متابعة وتطوير الجديد في المهنة التي تقوم بها دون التقيد بقوانين صارمة لا تستطيع تجاوزها "هذه مهنتك الخاصة وتطورها كما تشاء".
  •   الحصول على مكاسب مادية وتحقيق الاستقلالية المادية أيضاً، وهذا بالضبط ما سيجعلك تندفع لتقديم كل ما هو جيد لهذا العمل. 
  •  توسيع دائرة معارفك المهنية، فتتعلم وتكتسب الخبرات من أصحاب العمل في المجال الذي اخترته وبالمقابل قد تقدم لهم أفكارك أيضاً.
إقرأ أيضاً: 10 مزايا للعمل في المنزل تعرّف عليها

رابعاً: عيوب العمل الحر: 

  • الانطوائية والعزلة الاجتماعية الواقعية: قد تجد نفسك خارج نطاق الحياة الاجتماعية ومنعزلاً تماماً عن الآخرين نتيجة اندفاعك للحصول على أنجح عمل.
  • الاستغلال: قد تتعرض للاستغلال من قبل بعض العملاء والانتهازيين وخاصة أنَّك لا تنتمي لشركة تتبنى عملك أو تحمي حقوقك. 
  • عدم وجود أجر شهري ثابت: فربما تحتاج إلى وقت طويل دون دخل، وهذا قد يعرضك للملل أحياناً والتقاعس؛ ومن ثَمَّ فقدان ذلك العمل الذي عملت جاهداً في بدايته للحصول عليه.
  • المنافسة: التي قد تتسبب لك بتراجع منتجاتك أو ظهور منتجات مميزة أكثر منها؛ لذا يجب تقديم بعض التنازلات حتى تتمكن من الترويج لما تريد؛ ومن ثَمَّ ابدأ بحصد الأموال.
إقرأ أيضاً: إيجابيات العمل عن بُعد وسلبياته

في الختام:

العامل الحر هو شخص يعمل لحساب نفسه دون الالتزام بمواعيد ثابتة في وظيفة روتينية على الأمد الطويل، أو يكون في انتظار راتب ثابت في نهاية كل أسبوع أو شهر، مع كل المزايا التي يحملها هذا النوع من الأعمال، لكنَّه ليس بالعمل السهل أو البسيط، فهو يحتاج إلى قدر كبير من ضبط النفس وتنظيم وترتيب الأولويات وتحديد المتطلبات والرغبات وغير ذلك، فإذا ظننت أنَّ العمل الحر أسهل من الوظيفة الثابتة؛ فذلك غير صحيح على الإطلاق؛ فالعمل الحر سوف يتطلب منك بذل جهد مضاعف، لكن بالتأكيد يبقى الأفضل؛ لأنَّ كل ما تحققه سوف يرتبط بك وحدك. 




مقالات مرتبطة